التشبيه
و من أساليب البيان : أنك إذا أردت إثبات صفة لموصوف , مع التوضيح , أو وجه من المبالغة , عمدت إلى شىء اخر , تكون هذه الصفة واضحة فيه , و عقدت بين الاثنين مماثلة , تجعلها وسيلة لتوضيع الصفة , أو المبالغة فى إثباتها , لهذا كان التشبيه أول طريقة تدل عليه الطبيعة لبيان المعنى .
تعريف التشبيه و بيان أركانه الأربعة.
التشبيه لغة التمثيل – يقال : هذا شبه هذا ومثيله.
والتشبيه : إصطلاحا – عقد مماثلة بين أمرين , أو أكثر , قصد إشتراكهما فى صفة , أو أكثر , بأداة : لغرض يقصده المتكلم .
وأركان التشبيه أربعة :
( 1 ) المشبه : هو الأمر الذى يراد إلحاقه بغيره .
( 2 ) المشبه به : هو الأمر الذى يلحق به المشبه .
( 3 ) وجه الشبه : هو الوصف المشترك بين الطرفين , و يكون فى المشبه به .
( 4 ) أداة التشبيه : هي اللفظ الذى يدل على التشبيه , و يربط المشبه بالمشبه به , نحو : كان عمر فى رعيته كالميزان فى العدل.
1 . تشبيه التمثيل
تشبيه التمثيل : أبلغ من غيره , لما فى وجهه من التفضيل الذى يحتاج إلى إمعان فكر , و تدقيق نظر , وهو أعظم أثرا فى المعانى : يرفع قدرها , و يضاعف قواها فى تحريك النفوس لها , فإن كان مدحا كان أوقع , أو ذما كان أوجع , أو برهانا كان أسطع , ومن ثم يحتاج إلى كد الذهن فى فهمه , لاستخراج الصورة المنتزعة من أمور متعددة , حسية كانت أو غير حسية لتكون ( وجه الشبه ) كقول الشاعر :
ولاحت الشمس تحكى عند مطلعها - مراة تبر بدت فى كف مرتعش
فمثل الشمس : حين تطلع حمراء لامعة مضطرعة , بمرأة من ذهب تضطرب فى كف ترتعش .
أدوات التشبيه
أدوات التشبيه – هي ألفط تدل على المماثلة , كالكاف , وكأن , ومثل , وشبه , وغيره .
فأدوات التشبيه بعضها : اسم , و بعضها فعل , و بعضها حرف .
2 . التشبيه البليغ
التشبيه البليغ – ما بلغ درجة القبول لحسنه . أو الطيب الحسن فكلما وجه الشبه قليل الظهور , يحتاج فى إدراكه إلى إعمال الفكر كان ذلك افعل فى النفس و أدعى إلى تأثرها واهتزازها , لما هو مركوز فى الطبع , من أن الشىء إذا نيل بعد الطلب له , والاشتياق إليه , ومعاناة الحنين نحوه , كان نيله أحلى .
3 . التشبيه الضمنى
هو تشبيه لا يضع فيه المشبه والمشبه به , فى صورة التشبيه المروفة , بل يلمح المشبه والمشبه به , ويفهمان من المعنى , ويكون المشبه به دائما برهانا على إمكان ما أسند الى المشبه , كقول المتنبى :
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
أي : إن الذى اعتاد الهوان , يسهل عليه تحمله , ولا يتألم له , وليس هذا الادعاء باطلا , لأن الميت إذا جرح لا يتألم .
4 . التشبيه المقلوب
قد يعكس التشبيه , فيجعل المشبه مشبها به – و بالعكس فتعود فائدته إلى المشبه به , لادعاء أن المشبه أيم وأظهر من المشبه به فى وجه الشبه .
و يسمى ذلك ( بالتشبيه المقلوب ) أوالمعكوس نحو : كأن ضوء النهار جبينة – و نحو : كأن نشر الروض حسن سيرته – ونحو : كأن الماء فى الصفاء طباعه .
Referensi: Al-Jawahirul Balaghah
0 comments:
Post a Comment